NIHIL MIRARI

الاثنين، 17 فبراير 2014

جدران دي ستال



http://women.poetrybook.biz/2014/12/blog-post_799.html



الجدران وحدها تمد لي يدا
بل اثنتين
بل تريد خطفي لتجعلني سطحا
تذكرني بما فعله دي ستال
يرسم جدرانا ، ثخينة ، رملية ، حجرية
الحدود بينها لا تخطئها العين
تلك الحدود التي تفصل بين الجدار و الجدار
يحفرها في الجدران التي تكتسح لوحاته
يكدّس الجدار حذو الجدار على اللوحة
حتى ابتلع الجدار يديه
ألم تروا يده مسجونة في الجدار ؟
التهمها و هي ترسمه على اللوحة
عندما تذهب الى قبره لا بد أن ترى قدميه خارجتين منه
كان دي ستال طويلا طويلا جدا و كان مرسمه يعلو سقفه
حلمت به
كان رأسه يخرج من سقف المرسم و تنبت فيه أزهار لا جذور لها ولا سيقان كانت مقطوعة مثل هواء
كان دي ستال يرصّف المساحة
مساحة باردة ، ملساء
تتزاحم المسافات المساحات
يزاحم قامته الطويلة جدا
يرصّف المسافة
مسافة تهرب فيها وجوه
مسافة سقيمة
مسافة أسيرة للبياض
مسافة فاسدة كطفل
مسافة هاربة الى جسد مهترئ
مسافة تترمم لحم الاحلام و الصمت
ظل دي ستال يبني سككا حتى تُسيّح حديدها الشمس
ظل دي ستال يركب قطارا وراء قطار حتى قذفت به صخور جرف عار
القطارات التي أوقفها دي ستال كانت بطيئة
ظل دي ستال يعلق الجدار على الجدار حتى جن وانتحر
حياة خائنة
لا أحد يعرف متى تتآكل الاصابع من شهوته
و لا أحد يعود الى الحياة بعد الاعتراف في عيادة الطبيب النفسي
منذ زمان بعيد فقدنا الثقة في قدرة الموسيقى على هدهدة البحر
منذ زمان بعيد فقدنا الثقة في قدرة الامواج على الوصول الى الشاطئ لتنفلت من أيادي البحر فلا تعود إليه
منذ زمان بعيد فقدنا الثقة في قدرة النمل على الانفلات من انسحاقه تحت سبابة لا ترحم
منذ زمان بعيد فقدنا الثقة في قدرة المطر على معاندة الريح
منذ زمان بعيد فقدنا الثقة في قدرة النوم على مقاومة الليل
كم أحتاج الى النوم
و لكن حضنها يلدغني
كم أحتاج الى بياض أكتب عليه شهوتي 
و لكن فراغها يملأني
كم أحتاج الى حلم بلا أقراص منومة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.