إسراف
مزهوّ بقلبه
بانتصاراته عليه
مفتون بكياسته
بعمارته العملاقة الّتي
بناها فيه
بالإنسان الّذي نحته
فيه
هو مهندس الوحول
فيها يحفر وينقّب
بها يحفر وينقّب
الوحل ملجأ الدّود
والضّفادع والثّعابين والمحار وجراد البحر والفيلة ووحيد القرن والخنازير
كم مرّة أخذه إلى
حفلات الوحل؟
إلى البرازيل وكوريا
واليابان والصّين وهايتي وكاليفورنيا والبحر الميت وماليزيا
يقول له قلبه: "
يا غبيّ. هنا لا وجود للدّود والضّفادع
والثّعابين والمحار وجراد البحر والفيلة ووحيد
القرن والخنازير."
كم مرّة أخذه إلى
حمّامات الوحل؟
يقول له قلبه: "
يا غبيّ. هنا لا وجود للدّود والضّفادع
والثّعابين والمحّار وجراد البحر والفيلة ووحيد القرن والخنازير."
حمّام الوحل
لعلاج قلبه تارة
للتّرويح عنه تارة
أخرى
يدفعه في منزلق لعلّه
يضحك
لا يضحك
أخذه إلى باريس
لأنّه يكره الوحل يكره باريس
ألم يكن اسمها Lutetia في العهد الرّومانيّ؟
ألم يكن اسمها مستنقع الوحل؟
اختبله ترييح بناء قلبه
ها هو يلاحق أعداء قلبه الحقيقيّين
والمزعومين
قرّر تشريح قلبه
من أجل ذلك صنع مسرحا تشريحيّا
الدّخول بمقابل لمشاهدة تشريح جثّة قلبه
كان ينقله من مكان إلى آخر
فالإقبال كبير
كفّ عن صبّ الفودكا في
عينيّ قلبه
كفّ عن لعبته
كفّ عن الاستماع إلى
نصائحه
ها هو أخيرا ينزع من رأسه
حجر الجنون
الأحلام المتربّصة به اجتازها
انقَضى وقت اللّعب وحان وقت القتل
تسرَب إلى جلده
وحده جلده يحميه
تَسلّل إلى عينيه
وحدها تراه
جاز كلّ
النّار
المشتعلة فيه
جاوز وأسرف وأفرط ولم يشتك منه هراءه ولا هذره
ولا لغوه
سار في
ضجيج لهاثه
سعى بين رغباته وخباله ولممه وهوسه واختباله
وعتهه وهوسه وفتنته وخرفه وطيشه
عبر المرايا المحيطة به
اللّحظات كلّها فاتها
كلّ المسافة الفاصلة بين إصبعه الضّاغط على زرّ
الآلة الفوتوغرافيّة قطعها
والمدينة المزاق
صوّرها صوّرها
مشى حتّى السّفن الغارقة في رأسه وفكّ حبالها وحرّرها
في الشّعر مضى دون
رجعة
مع أصواته انطلق منثورا في الهواء
ذهب إلى اللّيل
أَخذَ اللّيل
اللّيل مأخوذ به
الغرفة مشرعة
على الخلاء
يستأنف شعره كلّ ساعة
يستسلم للقتل
سلاف عبّاس - ديوان ألعاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.