السّفينة
وهذا غوّاص آخر يصل
إلى هنا
أرى كثيرين في الأعلى
فهل يصلون؟
الغوّاص يحوم حولي
يستكشفني
" أنت يا... ماذا
تفعل هنا؟"
" بعثة آثار،
بماذا ستخبرينا أيّتها
السّفينة الجميلة؟"
" أوّلا، أنا والبحر
عنيدان
هو يأخذكم إلى الشّاطئ
وأنا ماكثة فيه
لن أغادر
ثانيا، لا تسألني من
أين أنت قادمة؟ وإلى أين كنت ذاهبة؟
ما هو ملجأك؟ ما هو
مستقرّك؟
ثالثا، لا تقل
لا أصدّق،
السّفن تعبر البحار
وترسو في الموانئ ولا تسعى إلى هذا المستقرّ
لا تقل
لا شكّ، أنت قادمة من
مكان وكنت ذاهبة إلى مكان آخر
عندما كنت على سطحه
كنت أقول لخشبي
خشبي العائم أريدك أن
تشرب هذا البحر في كلّ لحظة وكلّ يوم
بدل أن تسألني
سأسألك
ستجيبني ثمّ تذهب ولن
تعود إلى هنا
الزّمن الآن هو
الرّبيع
أليس كذلك؟
الرّبيع موسم الرّياح
في الجنوب
أسألك عن الرّيح
ماذا تفعل الرّيح؟"
" الرّيح؟
تلقّح النّبات
وتحمل دخان السّيّارات
والمصانع وتبعثره
وتسقط الأشجار وتكسّر أغصانها
وتطرد السّحب إلى
الأراضي الجافّة
وتسقط الأمطار
وتفتّت الصّخور وتحتّها
هذه إجابتي:
" ألا تعرف أنّ الرّيح تغرق المدن في الأوساخ والرّمال؟
في أحد الأيّام
بعد سنوات من
السّفر
نفخت الرّيح - كعادتها-
في أشرعتي
حاولوا إنقاذي
أكبر الملّاحين والقادة
عرضوا عليّ تاريخا لا ينسى
رفضت
ارتطمت بصخور جزيرة
وأخذني البحر إلى قاعه
أنا هنا
لن أغادر إلى ميناء
مدينة غارقة في الأوساخ والرّمال"
السّفينة
سلاف عبّاس
ديوان ألعاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.